مستقبل واعد لمنتخب "الأرز"... العبرة في البناء!

رياضة 26-03-2025 | 17:53

مستقبل واعد لمنتخب "الأرز"... العبرة في البناء!

يشهد المنتخب ورشة بناء تدريجية، فلا يمكن الاستغناء عن المخضرمين لنقل تجربتهم إلى اليافعين، إنما النواة الجديدة للفريق تبدو مثالية
مستقبل واعد لمنتخب "الأرز"... العبرة في البناء!
منتخب لبنان يُحقق انطلاقة واعدة. (إكس)
Smaller Bigger

بديهي جداً أن يتفوّق منتخب لبنان على نحو كبير على خصمه من سلطنة بروناي وبخماسية نظيفة، في بداية التصفيات "المكملة" والتي تؤهل إلى نهائيات كأس آسيا، إلا أنّ الصورة الجديدة للمنتخب الذي يجدد شبابه تبعث التفاؤل بمستقبل "رجال الأرز" إنما هذا لا يكفي.

الكل يدرك ويعي ويعرف أنّ الظروف والإمكانات هي من تقزم طموح المنتخب، والأدلة على هذا الأمر كثيرة، والشواهد متوافرة منها كيفية بلوغ الدور الحاسم للمونديال للمرّة الأولى عام 2011، والوصول إلى المركز 78 في التصنيف الدولي عام 2018، وبالتالي فإنّ العنصر البشري موجود في المواهب التي تتوفر في الأندية وأضعافها في بلاد المهجر، إنما يكمن النقص في الظروف.

مما لا شك فيه أنّ أوضاع لبنان الأمنية والاقتصادية والمعيشية والبنى التحتية امتداداً إلى الكثير من القطاعات لم تستتب منذ نحو عقدين من الزمن، وبالتالي الرياضة تدفع أثماناً غالية ولا سيما الرياضة الشعبية الأولى، باستثناء كرة السلة التي عرفت نجاحات كثيرة، إنما لا يمكن المقارنة بين اللعبتين بتاتاً لاختلافهما الجذري من كافة النواحي.

اليوم، يشهد المنتخب ورشة بناء تدريجية، فلا يمكن الاستغناء عن المخضرمين لنقل تجربتهم إلى اليافعين، إنما النواة الجديدة للفريق تبدو مثالية.

وقبل مواجهة بروناي، أشار رئيس الاتحاد ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي المهندس هاشم حيدر إلى أنّ المنتخب أظهر تطوّراً واضحاً في الفترة الأخيرة، وأضاف متوجهاً للاعبين: "يمكننا القول إنه في الطريق الصحيح لاستعادة بريقه، وكل هذا بفضلكم وبفضل الجهاز الفني".

وتابع: "المهم أن تحافظوا على ثقتكم بأنفسكم، وأن تتذكروا بأنه لم يعد هناك أي منتخب ضعيف".

 

منتخب لبنان يمتلك جيلاً واعداً
منتخب لبنان يمتلك جيلاً واعداً


إذاً، قدم المنتخب أداءً قوياً، وسجل أهدافاً غزيرة في الشوط الأول، إنما الأداء العام كان إيجابياً ويبنى عليه بحسب كل من تابع اللقاء، وشاهد تألق الآتين من الاغتراب مالك فخرو، سامي مرهج وحسين شكرون، واليافع الجديد بدرو بو ديب، فضلاً عن المحترفين الخارجين من البطولة المحلية.

أما عن البطولة المحلية، التي رغم ضعفها، تنتج عناصر جيدة، وتقدّم للفريق الوطني أسماء تنتظر فرصها على غرار الظهير محمد صفوان والخبير محمد حيدر (5 سنة و102 مباراة دولية) الذي سجل هدفاً رائعاً بعد دخوله بديلاً.

سيكون أمام المدرب المونتينغري ميودراغ رادلوفيتش في الفترة المقبل عمل كبير، بمؤازرة من إدارة المنتخب واللعبة، فلا يمكن النوم في العسل، فالرعاية ضرورية من خلال معسكرات ومباريات دولية بمستويات عالية، إضافة إلى تدعيم الفريق حيث ثمة معطيات عن استمرار التواصل مع الاغتراب لضم لاعبين جُدد بغية دفاعهم عن ألوان منتخب أرض أجدادهم إذ ثمة ثمانية أسماء حالياً قيد المتابعة.

ورشة يحتاجها المنتخب، ويؤمل أن تمتد على بقية الفئات العمرية التي تعاني الأمرّين، وتكشف إلى حد كبير عمق الأزمة الفنية المحلية لدى الأندية، ولهذا الأمر أسبابه والتي تعود إلى ضعف الفرق والإعداد وغياب الأكاديميات "الحقيقية غير التجارية" وأمور أخرى تتعلق بالكوادر التدريبية والعقلية التي تدار بها منتخبات الفئات العمرية وهنا مكمن الخلل بحسب العديد من المتابعين.

ويبقى الموضوع الأبرز وهو الملاعب، حيث ثمة انفراج بإعادة زرع أرض مدينة كميل شمعون الرياضية بعشب جديد، لكن هذا الأمر لا يكفي إذ تحتاج المنشأة الأكبر في لبنان إلى ورشة إعادة تأهيل المرافق بعد استتباب الأمور الغدارة وإيقاف هدر الموارد، وثمة ملاعب أخرى قد تكون أيضاً قيد التأهيل منها ملعب صيدا البلدي وملعب طرابلس الأولمبي وهذا يحتاج بدوره إلى إرادة رسمية لرفع شأن الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً بعيداً من الحسابات السياسية الضيقة.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد