يعيش نادي ريال مدريد موسماً استثنائياً في عام 2025، إذ لم يسبق له أن خاض 22 مباراة في غضون 72 يوماً فقط، محققاً 16 انتصاراً، وتعادلين، وأربع هزائم. ورغم ضغط جدول المباريات، وغياب فترات تدريب كافية، وارتفاع معدل الإصابات، نجح فريق المدرب كارلو أنشيلوتي في الحفاظ على حظوظه في التتويج بالبطولات الكبرى.

سباق محموم على الألقاب
يحتل الفريق المركز الثاني في الدوري الإنكليزي خلف برشلونة، الذي سيواجهه قريباً في مباراة مصيرية.

وفي دوري أبطال أوروبا، ينتظر مواجهة أرسنال في ربع النهائي، بعد تخطيه عقبات صعبة مثل مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد.

أما في كأس ملك إسبانيا، فقد اقترب من النهائي بعد انتصاره على ريال سوسييداد في ذهاب نصف النهائي.

Image

لاعبو ريال مدريد (إكس)

ورغم هذا المسار الحافل، شهد شهر كانون الثاني / يناير خسارة الفريق لأول ألقابه هذا الموسم، بعدما توّج بكأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال، وذلك إثر هزيمته أمام برشلونة في نهائي كأس السوبر الإسباني.

إرهاق بدني وإصابات متزايدة
يُعاني لاعبو ريال مدريد من إجهاد هائل، إذ يضم الفريق ستة من بين أكثر عشرة لاعبين مشاركة في دقائق اللعب بأوروبا خلال عام 2025، يتقدمهم كيليان مبابي (1822 دقيقة)، يليه أوريليان تشواميني، وراؤول أسينسيو، وتيبو كورتوا، وفيدي فالفيردي، وفينيسيوس جونيور.

وتفاقمت معاناة الفريق بسبب الإصابات المتكررة، حيث تعرض 10 لاعبين لإصابات مختلفة منذ بداية الموسم، من بينهم كارفاخال، ميليتاو، ميندي، سيبايوس، فاسكيز، ألابا، روديغر، وكامافينغا، إضافة إلى إصابات متكررة لمبابي وتشواميني.

جدول مزدحم وأرقام قياسية في عدد المباريات
حتى شهر آذار / مارس الجاري، لعب ريال مدريد 48 مباراة، وهو الحد الأقصى الممكن حتى هذه المرحلة. وبسبب تذبذب نتائجه في دور المجموعات لدوري الأبطال، اضطر لخوض مواجهتين إضافيتين في الأدوار الإقصائية.

وفي حال واصل التقدم في جميع البطولات، قد يصل عدد مبارياته إلى 72 مباراة بحلول 13 تموز / يوليو، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النادي.

أنشيلوتي أمام تحدٍ صعب
يواجه المدرب كارلو أنشيلوتي هذا التحدي بتشكيلة محدودة، إذ يضم الفريق 16 لاعباً فقط مؤهلين لخوض المباريات بانتظام، في ظل غياب لاعبين مثل أردا غولر وإندريك عن التشكيلة الأساسية.

ويعتمد المدرب الإيطالي بشكل أساسي على مبابي، الذي خاض 82.26% من إجمال الدقائق، وتشواميني (79.68%)، وفالفيردي (75.44%)، وفينيسيوس (74.63%)، ورودريغو (71.74%).

وقد بدا الإرهاق واضحاً على اللاعبين في نهاية مواجهة فياريال، بحيث سقط بعضهم أرضاً بعد سلسلة من المباريات المكثفة، مما دفع أنشيلوتي إلى انتقاد جدول المباريات علناً.

ومع اقتراب فترة التوقف الدولي، يأمل المدرب الإيطالي في عودة لاعبيه من دون إصابات إضافية، استعداداً للمرحلة الحاسمة من الموسم، إذ تُحسم الألقاب الكبرى التي لا يزال ريال مدريد ينافس عليها.