نغص الخرق الذي حققه المرشح المنفرد رئيس نادي حالات والكابتن السابق لمنتخب لبنان والشبيبة البوشرية طوني شربل فرحة فوز لائحة وليد القاصوف مكتملة بأعضائها الـ15 في انتخابات الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة التي اجريت في جلسة الجمعية العمومية التي انعقدت في "مجمّع ميشال المر الرياضي"  في البوشرية.

عمليا، ما حققه شربل يوضع في خانة "الانجاز"، فهو رغم التحالف القوي للائحة القاصوف نجح في الفوز باصوات النوادي من كل الدرجات (3 درجة اولى، 9 درجة ثانية، 18 درجة ثالثة و30 درجة رابعة). وبدا واضحا من خلال الارقام ان نوادي الدرجة الرابعة لم تخذل شربل بل اعطته ثقتها ودفعته الى التقدم على الخاسر الاول في اللائحة رجل الاعمال ابراهيم بيضون (لم يحضر الجلسة بداعي السفر).

اما المشهد الابرز في "المعركة" الانتخابية فارق النقاط الـ43 بين المرشح علي خليفة (142) وبيضون (99) ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الجهة التي اعطت "كلمة السر" لتشطيب بيضون وحماية مرشحيها خصوصا ان خليفة وبيضون ينتميان للمرجعية غير الرياضية نفسها.

وبات واضحا من خلال الأرقام ان شربل استعد جيدا للانتخابات وجال على المناطق وزار النوادي مستغلا الثغرات في اللائحة المكتملة ومستفيدا من الاخطاء التي ارتكبها اصحاب الرأي في تشكيلها من جهة، وتراخي بعض المرشحين الذين اعتبروا ان التحالفات داخل اللائحة قوية وتشكل رافعة لهم وليسوا بحاجة لبذل اي جهد انتخابي شخصي.

في الموازاة، اعتبر احد المراقبين ان المرشحين اميل جبور وخليل كفوري كانا قادرين على تحقيق الخرق لولا النكث بالوعود حتى لا نقول "الخيانة" التي تعرضا لها من بعض نوادي الدرجتين الاولى والثانية التي قالت شي في السر وفعلت نقيضه خلال الاقتراع.

ولا شك ان خروج جبور من ادارة اللعبة خسارة كبيرة لما يمتلك من خبرة وباع طويل وما الكلام الذي كتبه مجيد القدوم سوى خير تعبير عن هذه الخسارة الادارية، اذ قال: "لقد خسر وسط كرة الطائرة مدماكا رياضيا عريقا، بعدم خرق الاستاذ اميل جبور لائحة الاحزاب السياسية والمحاصصة، في الانتخابات التي جرت اليوم (الاحد) في 29 كانون الأول 2024، لعل قصيري النظر سيدركون عاجلا ام اجلا، خطورة وضرر ما خطت ايديهم، على اللعبة التي ستزداد تقوقعا، وما البيانات والتصاريح الإنشائية التي سبقت الانتخاب الا للاستهلاك المحلي ومحاولة ايهام الوسط ان "اللائحة ستكون منتجة". ان اليوم وغدا وبعد غد، لناظره قريب".

نعم، لان "حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر" فقد جاء توزيع بعض المناصب خلال الجلسة التي تلت الانتخابات غير مطابق لما تم الاتفاق عليه بين اعضاء اللائحة "حلفاء" الامس، فتم "معاقبة" غسان قزيحة (موجود في دبي) "بتطييره" من نيابة الرئاسة باقتراح من القاصوف الذي اعتبر ان قزيحة "طعنه" وسمى ماهر الضناوي مكانه، في المقابل تم تعيين ميشال فرح مديرا للمنتخبات الوطنية باقتراح من شربل بدلا من ايلي موسى كما جرى الاتفاق مسبقا، وجرى التصويت على الاقتراح فنال 5 اصوات مقابل 3 اصوات لموسى وورقتين بيضاء، وامتنع القاصوف وقرداحي عن التصويت، علما ان موسى وفرح غادرا الجلسة قبل التصويت منعا للاحراج. 

انتهت الانتخابات التي شهدت معركة حامية خصوصا في الامتار الاخيرة عندما بدأ فرز اصوات نوادي الدرجة الرابعة حيث بدا التفاؤل بتحقيق فوز كاسح يتبدد، وظهر القلق على وجوه كثيرين رغم التطمينات غير الرسمية التي كانت تصدر بين الحين والاخر عن فوز كاسح، حتى جاءت الصدمة قوية على كثيرين كانو يعتقدون ان اللائحة محصنة ولا يمكن خرقها، الا ان حصل العكس، فاسودت وجوه وابيضت اخرى!

الدعوة اليوم لطي الصفحة والعمل كفريق واحد من اجل اللعبة التي تحتاج الى جهود مضاعفة لاستعادة بريقها الذي فقدته من سنوات طويلة. وعسى ان يكون من عاند وكابر ورفض واصر على مواقفه قد تعلم درسا واخيرا "ما بصح الا الصحيح".