إسماعيل فقيه

اللبنانية المتميزة هدى شديد، إعلامية مرموقة، نجمة حضور إعلامي تتحدر من الجنوب، جزين، أطلت علينا من الشاشة بوجه بشوش وبسمة رصينة، لتقدم الخبر والحدث والرأي، فطفح حُسن حضورها، وجرى بين أبناء وطنها جريان العذوبة في الحياة اليومية.

راقية حضارية مثقفة وأخلاقها العالية أكسبتها محبة وتقدير الجميع وكل من حولها.

بدأت مسيرتها المهنية عبر شاشة تلفزيون "LBCI"، حيث قدمت تغطيات استثنائية للأحداث السياسية والأمنية، ونجحت بفضل مهنيتها وجرأتها في أن تتبوأ مكانة بارزة بين الإعلاميين في العالم العربي. اشتهرت بتغطيتها للمناطق الخطرة بإنسانية واحترافية، وحرصت دائماً على نقل الحقيقة بشفافية، مما جعل منها مثالاً يُحتذى به للإعلاميات الشجاعات والمخلصات في عملهن.

هدى اليوم تتألم ، تعيش تجربة قاسية مع مرض السرطان؛ تقاطع مرعب ومخيف، نقطة تحول كبيرة في حياتها، لم تمنعها من البسمة الذكية. ورغم صعوبة التحديات الصحية التي واجهتها، لم تستسلم، بل واجهت المرض بروح معنوية عالية وإيمان قوي، واصفةً نفسها بأنها "مقاتلة" وليست "مريضة". هذه التجربة جعلت منها رمزاً للأمل والصمود، إذ واصلت عملها وتحدت المرض بتفاؤل، وأصبحت ملهمةً للكثيرين من متابعيها. بفضل دعم عائلتها وجمهورها، اعتبرت هدى أن هذه التجربة درساً في الحياة يعزز من إرادتها ويزيدها صلابة.

هدى الطيبة الراقية العذبة الناجحة المتفوقة بعملها ورسالتها الإعلامية، جميلة الروح والقلب والمظهر، حسناء الحضور والطاقة الإيجابية، أثبتت أنها الرمز الأكبر  لقوة الحياة والشجاعة، الأمل الفاعل الذي يتجاوز اليأس ويلغيه، وما تقوم به، يجعل عملها الإعلامي رسالة أمل وتحدٍّ لكلّ من يمر بتجربة صعبة. 

هدى اليوم، هي الدليل الدّال على أنها سيدة الإدارة والإرادة الصلبة، والأمل الأكبر. أعطتنا درساً في سلام الحياة، وكيف يمكننا مواجهة أصعب التحديات، وقد منحتنا دروساً في التفاني والصمود.

كلنا معك يا هدى، في هذه الرحلة المرة، وإننا على ثقة كبيرة بأنك ستعودين إلى حياتك الطبيعية، أجمل وأقوى وأرق.