رأى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة الممتدة من بلدة النجارية إلى المصيلح "تحمل رسائل نارية موجّهة تحديداً إليه"، وجاءت بعد أقل من 24 ساعة على دعوته الحكومة إلى تخصيص بند في موازنة 2026 لإعادة إعمار البلدات الجنوبية التي دمّرتها إسرائيل.

وقال بري لصحيفة الشرق الأوسط إنّ "الرسالة الإسرائيلية بمنع إعادة الإعمار وصلت سريعاً عبر تدمير المعدات والآليات المستخدمة لرفع الركام وتأهيل البنى التحتية"، لافتاً إلى أنّ إسرائيل "اختارت الوقت المناسب لدخولها بالنار على السجال" الذي دار بينه وبين رئيس الحكومة نواف سلام حول تغييب الجنوب من مشروع الموازنة.

عسكري في الجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لمعارض بيع جرافات بجنوب لبنان (د.ب.أ)

وشدّد على أنّ "إصرارنا على إعادة إعمار البلدات المدمّرة وتأهيل البنى التحتية هو الردّ العملي على مخطط إسرائيل بتحويل البلدات الحدودية إلى منطقة عازلة يصعب العيش فيها".

وسأل بري: "أين مصداقية الولايات المتحدة برعايتها، إلى جانب فرنسا، اتفاق وقف النار الذي التزم لبنان بحرفيته، فيما تمعن إسرائيل في اعتداءاتها على مرأى من هيئة الرقابة الدولية التي يرأسها جنرال أميركي؟"، كاشفاً أنّ الجنوب على موعد مع اجتماع جديد للهيئة في 15 من الشهر الجاري، متسائلاً "ما الذي يمنعها من التدخل لوقف الخروق الإسرائيلية؟".

وأشار بري إلى أنه توصّل سابقاً إلى اتفاق مع المبعوث الأميركي توم براك يقوم على "التلازم في الخطوات بين لبنان وإسرائيل"، إلا أنّ الأخير "عاد من تل أبيب بلا جواب"، ما شجّع إسرائيل – بحسب بري – على "مواصلة اعتداءاتها في غياب الضغط الأميركي لإلزامها بتنفيذ الاتفاق".

وأضاف رئيس المجلس أنّ لبنان "كان ولا يزال مع الحل الدبلوماسي"، متسائلاً: "ألم يحن أوان انسحاب إسرائيل؟ وإلى متى سيبقى لبنان على لائحة الانتظار؟".

وأكد أنّ "الرد على الرسالة الإسرائيلية لن يكون إلا بوحدتنا الوطنية وتكثيف تحركنا الدبلوماسي"، مشدداً على ضرورة أن "يتقدّم لبنان بشكوى إلى مجلس الأمن ضد العدوان الذي يستهدف بنيته الاقتصادية للضغط عليه للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وهذا مرفوض بإجماع اللبنانيين".

وختم بري بالتأكيد أنّ "النيران الإسرائيلية التي أتت على هذا الكم من المعدات والآليات لن تثنينا عن إعادة الإعمار، لمنع إسرائيل من تحويل بلداتنا الأمامية إلى شريط حدودي كما كان قبل التحرير عام 2000".