ع. ص.

لم تعرف المنطقة ومعها لبنان واقعا معقدا ومتغيرات متسارعة كالوضع السائد راهنا. فالمرحلة استثنائية والظروف المحيطة بلبنان تجعل القلق سيد الموقف، ما دفع بالنائب اللبناني جميل السيد إلى توقع "حدوث شيء غير طبيعي" لتعود الأمور إلى طبيعتها. فماذا قصد؟ وهل الحدث محلي كصدام داخلي أو اغتيال؟

قال السيد في حديث لـ"النهار" إن "ما يحصل اليوم في العالم والمنطقة، ولا سيما في فلسطين وسوريا ولبنان، هو شيء غير طبيعي على الإطلاق".

وأضاف: "أتوقّع أن يحصل شيء غير طبيعي، سواء في لبنان أو خارجه، حتّى يعود الوضع مجددا إلى طبيعته... الله يستُر".

عناصر من الجيش اللبناني في ضاحية بيروت الجنوبية (ا ف ب)

التحذير الذي أطلقه قد يفسَّر على أنه سيناريو مشابه لأحداث 5 و7 أيار/ مايو 2008، وهو ما يحضر في البال بعد التطورات الأخيرة في البلاد، وخصوصاً بعد إصدار مجلس الوزراء قراره تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي، وما رافق ذلك من اعتراض ورفض من "حزب الله" وحركة "أمل" بعد انسحاب الوزراء الشيعة من الجلستين.

يقيم السيد على اقتناع مفاده أن "لبنان جزء من الأوضاع المتشابكة في المنطقة، وهذا الوضع غير الطبيعي والاستثنائي والمضطرب عسكرياً واقتصادياً يحتاج إلى حدث غير طبيعي لإعادته إلى هدوئه".

ولكن ما هو ذلك الأمر؟ 

يجيب المسؤول الأمني السابق بأن "ما يمكن أن يحدث قد يكون حرباً ليس على مستوى لبنان فقط، فالاتجاهات كلها متشابكة وضائعة، وإما أن تعود إلى طبيعتها من خلال السلام - والأمر لا يلوح في الأفق - وإما من خلال أحداث مفاجئة".

وهل هذا يعني تنفيذ اغتيالات في لبنان على سبيل المثال؟
يؤكد السيد أن "ليس في الدولة شخصية، في حال تعرضها للاغتيال، ستغير وجهة الأحداث، وما من شخصية سواء في السلطة أو خارجها يمكن أن يؤدي التعرض لها إلى قلب الأوضاع الراهنة، ولا الحرب الداخلية ستفضي إلى مشهد طبيعي في البلاد، وإنما ستزيد الاضطرابات من دون أن تنتج أي تغيير، عدا عن أن أي حرب داخلية لن يحسمها أي طرف، حتى لو حظي بدعم دول".

أما عن استعادة مشهد السابع من أيار 2008، فيؤكد أنها لن تغير شيئاً، وإنما التغيير قد يكون عالميا وليس فقط إقليميا أو محليا.