النبطية - سمير صبّاغ 

قبل قرابة عام أقفل رئيس اتحاد بلديات الشقيف السابق ملف مكب كفرتبنيت الذي استخدمه الاتحاد مدة طويلة، من خلال تلزيم استصلاحه لمتعهد لم يراع الحد الادنى من المواصفات البيئية المطلوبة، ربما لجهل أصحاب القرار بها أو لعدم مراقبة جودة أشغاله. فكانت النتيجة الاشتعال المتكرر لهذا المكب ما شكل ضرراً صحياً وبيئياً على قرى قضاء مرجعيون التي احتج أهلها مرارا،ً والذين كان لهم تحرك الأسبوع الماضي مطالبين برفع هذا الضرر الناتج من سموم دخان المكب عنهم، فما حقيقة الاشتعال المتكرر هناك وأسبابه؟ 

نفايات صلبة في مهب الريح. (سمير صباغ)

قد لا يصدق قاصد هذه المنطقة الحرجية في خراج بلدة كفرتبنيت أن عاقلاً يستخدم هذه المساحات المملوكة من الدولة لإنشاء مكب للنفايات الصلبة على مسافة أمتار قليلة من المحمية الحرجية! غير أننا في لبنان حيث "كلو ممكن ومسموح" نتيجة التجاذبات المحلية وفشل الاتحاد السابق طوال عقدين في إدارة ملف معمل فرز النفايات في الكفور الذي تحول الى خردة لا يصلح للعمل، قبل أن ينفض يديه نهائياً من هذا الملف تاركاً المنطقة رهينة 29 مكباً عشوائياً وربما أكثر! 

وعليه بحسب معلومات "النهار"، فإن تسرب الغاز من المكب القديم نتيجة عدم طمر النفايات بطريقة تراعي المواصفات، يؤدي دوماً الى اشتعال حرائق لا تلبث أن تمتد الى  عقار مجاور تستخدمه بلدية كفرتبنيت مطمراً لنفايات البلدة أيضاً. 

.مشهد يومي

ويؤكد رئيس اتحاد بلديات الشقيف خالد بدرالدين في اتصال مع "النهار" انه منذ توليه منصبه "تفرغ لهذا الملف بكل تفاصيله"، وتفقد المكب ميدانياً "خصوصاً بعد أن  تلقيت تقرير الخبير البيئي ليتبين أن المشكلة الأساس تكمن في تسرب الغاز نتيجة عدم الطمر وفق قواعد سليمة، كما أن المطمر الذي اضطرت بلدية كفرتبنيت الى استحداثه لنفاياتها كان عرضة للانتهاك لعدم قدرتها على تأمين حراسة له".

مكب عشوائي.

ويوضح أنه تواصل مع وزيرة البيئة تمارا الزين ومحافظ النبطية هويدا الترك "وسيجري تأمين تمويل عبر هبة  لاعادة استصلاح هذه المساحة الواسعة وطمرها بطريقة صحيحة ووفق المواصفات المطلوبة في أسرع وقت ممكن، فنحن لا نرضى هذا الضرر البيئي على أي من القرى المجاورة لقضائنا، وأعمل جاهداً بخبرتي على ألا اتسلم من اي متعهد قبل التأكد من المواصفات". 
ويلفت الى "أن الحل الأساس سينطلق مع وزارة البيئة قريباً بمشروع متكامل يحقق حلاً شاملاً لنفايات بلدياتنا الـ29 كي لا نعيد مشكلة الكفور وما رافقها من إخفاقات، وهذا الحل سلك طرقه القانونية وبات قاب قوسين أو أدنى من تنفيذه". 

هل يحقق بدرالدين، المعروف بمتابعته الدقيقة، ما عجزت عنه ثلاثة اتحادات سابقة أم ستظل الوعود تتصاعد مثل دخان المكب؟