"مطبخ مريم" مبادرة للأب هاني ودنيا طوق برزت كواحدة من أبرز المبادرات الإنسانية في لبنان بعد انطلاقه عقب انفجار مرفأ بيروت لمساعدة المتضررين. ومنذ تلك اللحظة، نمت الفكرة وتطوّرت من مجرد قدر صغير للطهي إلى مشروع ضخم يُنتج 5000 وجبة ساخنة يوميًا في الحرب الأخيرة والنزوح الذي رافقها.
وفي خطوة إنسانية تهدف إلى دعم الأمن الغذائي في لبنان، بادرت مؤسسةCMA CGM بتقديم الدعم لـ"مطبخ مريم" من خلال اطلاق مشروع "المطبخ المتنقل" ما يساعد الى توسيع نطاق العمل والوصول الى شريحة اكبر من اللبنانيين من دون التمييز بينهم او طرح اي اسئلة عن خلفيتهم او منطقتهم او دينهم. وبات هذا المطبخ يشكّل نموذجًا للعمل التطوعي المنظم ويُظهر التزاماً مشتركاً واستجابة مبتكرة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي المتزايد في البلاد.

وقد سلّمت CMA CGM في 13 كانون الأول مفاتيح هذا "المطبخ المتنقّل" الى مؤسسيه وهو عبارة عن شاحنة مجهزة بمطبخ حديث لتحضير وتوزيع الوجبات الساخنة بدءاً من أحياء بيروت وصولاً إلى كلّ لبنان. وصُممت بطول 9 أمتار وبحجم يوازي حاوية 20 قدماً، وهي مزودة بأحدث التجهيزات لضمان معايير النظافة والسلامة، كما تتمتع بقدرة على تحضير وتوزيع ما يصل إلى 1,000 وجبة ساخنة يومياً. لذا يُعدّ هذا المطبخ المتنقل حلاً عملياً للوصول إلى المناطق النائية أو المتضررة بسرعة وكفاءة ويمكن استخدامه، بفضل تصميمه المبتكر، بشكل مرن في مواجهة مختلف الظروف الطارئة.
وفي المناسبة أعربت رئيسة مؤسسة CMA CGM تانيا سعادة زعني عن فخرها بهذه الشراكة، مؤكدة ان إطلاق هذا المطبخ المتنقل خطوة تعكس مرحلة جديدة في الشراكة مع مطبخ مريم. اضافت: "نجدد التزام المؤسسة بتقديم 1,000 وجبة يومياً للأشخاص الأكثر احتياجاً، ما يجسد جوهر عمل مؤسستنا. فمنذ عام 2020، وزعنا أكثر من 4 ملايين وجبة بالشراكة مع منظمات غير حكومية، منها "مطبخ مريم"".
بدورهما، أكد الأب هاني ودنيا طوق، مؤسسا "مطبخ مريم" أن هذا المشروع يمثل قيمة إنسانية مضافة، فهو هدية ثمينة تمكّن من توسيع نطاق المهمة في تقديم وجبات مليئة بالحب لكل لبنان.

وكانت مؤسسة  CMA CGM قادت في تشرين الاول 2024 عملية إنسانية استثنائية شملت توزيع 200,000 وجبة ساخنة، و12,000 طرد غذائي، و2,000 بطانية بالتعاون مع منظمات غير حكومية محلية والصليب الأحمر الدولي. كما تم دعم العائلات النازحة بمعدات ومكونات غذائية للطهي الذاتي بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، فضلا عن توزيعها مجموعات تعليمية على أكثر من 19,000 طفل بالتعاون مع اليونيسيف.
وتؤكد هذه المبادرة الجديدة التزام المؤسسة و"مطبخ مريم" بدعم الفئات الأكثر حاجة في لبنان، ما يجسد الشراكة المستدامة بين الطرفين وقوّة الشراكات بين المؤسسات الخاصة والمنظمات الانسانية، وهذا نموذج يُحتذى به في العمل الإنساني.