بولتون لـ"النهار": الطريق لضرب النوويّ الإيرانيّ مفتوح وريفييرا ترامب وصفة لـ7 أكتوبر جديد
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سجالات عدّة منذ عودته إلى البيت الأبيض، على خلفية قراره تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو أس أيد"، ومحاولة الاستيلاء على جزيرة غرينلاند وضمّ كندا إلى الولايات المتّحدة وصولاً إلى الاستيلاء على غزّة.
مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون الذي تربطه علاقات متوتّرة بترامب، يتحدّث عن مشكلة أداء لدى الرئيس، ولكنّه لا يتوانى عن وصف ما بات يُعرف بـ"ريفييرا" ترامب، بأنّه "غير واقعي"، فـ"إذا أعادوا إنشاء مخيم للاجئين، أو أعادوا بناء غزّة ببساطة بالطريقة التي كانت عليها قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وسمحوا لحماس بالاضطلاع بدور مستمرّ، فلن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يحدث السابع من تشرين الأول مرّة أخرى".
ومع ذلك، لا يستبعد فكرة نقل الفلسطينيين إلى بلد ثالث، مقترحاً استخدام صيغة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المتعلقة بإعادة التوطين في بلدان ثالثة على مدى فترة من الزمن.
ومع ذلك، لا يرى أيّ أفق واضح لليوم التالي في غزّة. ففي رأيه أنّ عمليات الإفراج الأخيرة عن الرهائن تظهر أن "حماس" لا تزال قادرة على إظهار قدراتها العسكرية، ولا يزال هناك كثيرون يقفون حول "حماس" ويهتفون لها. ومع أن إسرائيل بذلت الكثير من الجهود لتقليص قدرات "حماس" العسكرية، إلّا "أنها لم تقضِ عليها بعد، ونظام الأنفاق الهائل تحت غزة لم يسيطر عليه الإسرائيليون بالكامل بعد".
لذا، يعتقد أن من السابق لأوانه التحدّث عن حلّ دائم، بخاصة "أنّنا ربما نكون على وشك انهيار وقف إطلاق النار القصير الأمد، في ضوء التصريح الأخير لحماس بأنّها لن تعيد الدفعة التالية من الرهائن الإسرائيليين".
ومع ذلك، لا يزال يرى أن بالإمكان هزيمة "حماس" عن طريق نزع الصبغة الحمساوية عن العديد من سكان غزة.
ويتحدث بولتون عن تهديدات جدية تعرّض لها من إيران، مذكّراً بأن ضابطاً في "الحرس الثوري" يُدعى شامان بورصافي حاول توظيف قاتل محترف لاغتياله منذ فترة وصدرت أوامر اعتقال في حقه عن الإنتربول. وقبل بضعة أشهر فقط، تمّ القبض على مواطن باكستاني في الولايات المتحدة بتهمة محاولة توظيف قاتل محترف لاغتيال ترامب.
ويتحدث عن إلغاء ترامب الحماية الشخصية له. ومع أنّه يقول إنّ أمنه الشخصي لا يشغل باله كثيراً وأنّه اتخذ إجراءات خاصة للحماية، يضيف أنّ التهديدات تظهر "وحشية النظام في طهران"، وأنّ الأساس الحقيقي الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين في الشرق الأوسط والقضاء على التهديد الإرهابي الإيراني في جميع أنحاء العالم هو تغيير النظام وإخراج آيات الله من السلطة.
يبتسم بولتون عندما نعرض له الإشارات المتضاربة لترامب تجاه إيران، وهل يستطيع أن يستنتج سياسة أميركية واضحة حيال طهران، يقول "لا"، مذكراً بأنّ الأمر كان غير واضح للغاية في ولايته الأولى أيضاً. وحتى أثناء حملة الضغط الأقصى للعقوبات الاقتصادية ضد إيران، كان يقول إنه يريد حقاً التفاوض على صفقة كبيرة في شأن الإرهاب والصواريخ الباليستية، وكذلك الأسلحة النووية. والسبب وراء ذلك هو أنه الرجل الذي كتب فنّ الصفقة ويمكنه عقد صفقة مع أيّ شخص، "لكنني لا أعتقد أنّها ستنجح". ببساطة، يضيف: "لا يوجد دليل إلى أن إيران اتخذت قراراً استراتيجياً بالتخلّي عن الأسلحة النووية، ناهيك بالتخلّي عن دعم الإرهاب. و حتى يحدث ذلك، في رأيي، لن تكون هناك صفقة."
وعن سبل المضي قدماً في الملفّ النووي، يقول: "لا أعرف إجابة عن هذا السؤال، ولكنني أعرف ماهيته، هو ما إذا كانت إسرائيل، في لحظة مناسبة وبشكل خاص الآن، ستضرب برنامج الأسلحة النووية الإيراني وتدمره فعلياً. أعتقد أن الطريق مفتوح. أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-300 في إيران تم القضاء عليها. يبدو أن إسرائيل أزالتها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. لذا فإن الطريق واضح. وحان الوقت لإسرائيل للقيام بذلك، هذه هي اللحظة".
بولتون يشكك في قدرة إيران على إشعال حرب رداً على ضربة لمنشآتها النووية، ويقول: "أعتقد أن إيران تراجعت كثيراً بسبب الضربات الإسرائيلية لحماس و"حزب الله"، وسقوط نظام الأسد. لا يزال الحوثيون موجودين، لكن يمكن التعامل معهم. لا تزال الميليشيات الشيعية في العراق موجودة. لكن إيران ضعفت بشكل كبير. تم تدمير منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية".
من مقرّه في واشنطن، يرى بولتون أن استراتيجية حلقة النار التي بدأتها إيران ضدّ إسرائيل أصيبت بجروح بالغة. ولكن لم يتم تدميرها بعد. وهذا لن يحدث قبل الإطاحة بالنظام في طهران. ومع ذلك، يرى أن موقف إيران في الشرق الأوسط اليوم أضعف كثيراً ممّا كان عليه قبل السابع من تشرين الأول.
نبض