في ظلّ احتجاجات متفرقة شهدها المغرب في الأسابيع الماضية ودعوات لمجموعات شبابيّة على الإنترنت للتظاهر من أجل المطالبة "بإصلاح منظومة التعليم وخدمات الصحة العمومية"، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لتظاهرات ضخمة في الرباط أخيراً. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يتضمّن مشاهد من تظاهرات للأساتذة وأخرى تضامناً مع غزّة خلال السنتين الماضيتين. 

يتضمّن الفيديو مجموعة من اللقطات تبدو فيها تظاهرات حاشدة وتظهر فيها أعلام المغرب ولافتات. وجاء في التعليق المرفق أنّ هذه المشاهد مصوّرة في 28 أيلول/سبتمبر الحاليّ. 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

يأتي انتشار هذا المقطع عقب منع السلطات المغربية في الرباط أول تظاهرة لمجموعة شبابية ظهرت على الإنترنت تحت اسم "جيل زد 212"، من أجل المطالبة "بإصلاح منظومة التعليم وخدمات الصحة العمومية". 

وأبعدت قوات الأمن شباناً من الجنسين جاؤوا للتظاهر استجابة لنداء هذه المجموعة التي لا تكشف هوية مؤسسيها أو مسيريها. 

كذلك منعت شباناً آخرين من تنظيم تظاهرة ثانية في نفس التوقيت والمكان لمنظمات طلابية وسياسية، احتجاجاً على مشروع قانون جديد حول التعليم الجامعي.

وقال رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط حكيم سيكوك لوكالة فرانس برس "عاينا توقيف أكثر من 70 شخصاً من المشاركين في الوقفتين معاً". 

وذكر موقع "لكم2" المحلّي أن السلطات فرقت أيضاً "وقفات لشبان استجابوا لدعوات تظاهر محدودة" لمجموعة "جيل زد 212"، في الدار البيضاء وطنجة ومكناس.

وأعلنت المجموعة عن نفسها قبل أيام فقط، موضحة أنها "فضاء للنقاش"، "حول قضايا تهم كل المواطنين مثل الصحة، التعليم ومحاربة الفساد"، مؤكدة رفض "العنف" و"حب الوطن والملك".

وفي الأسابيع الأخيرة شهدت المملكة احتجاجات متفرقة للمطالبة على وجه الخصوص بتحسين خدمات الصحة العمومية.

حقيقة الفيديو 
إلا أنّ المقطع المتداول ليس من هذه التظاهرات. 

فقد أظهر التفتيش عن لقطات منه أنّه مؤلّف من مقاطع عدّة قديمة. 

فالفيديو الأوّل يعود لتظاهرات للأساتذة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 احتجاجاً على نظامٍ إداريّ للهيئات التعليميّة الرسميّة، ونشرته مواقع محليّة عدّة. 

View this post on Instagram

A post shared by Hespress - هسبريس (@hespress)

والفيديو الثاني يظهر تحرّكاً داعماً لغزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.  

View this post on Instagram

A post shared by Mosa’ab Elshamy - مصعب الشامي (@mosaabelshamy)

حينها تظاهر عشرات الآلاف في الرباط للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بالتراجع عن التطبيع مع إسرائيل، وقدّ وزّعت وكالة "فرانس برس" صوراً للتظاهرة نفسها.

تظاهرة في الرباط دعماً للفلسطينيين في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (AFP / FADEL SENNA)

أمّا الفيديو الثالث، فنشر في مواقع محليّة عدّة خلال شهر كانون الثاني/يناير 2024 ويعود لتظاهرة مطلبيّة للأساتذة في الرباط.  

خدمة تقصي صحة الاخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس