تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون وهو يقرّ بأن بلاده أنفقت مبالغ طائلة "لدعم الصحراء الغربيّة" التي تُطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر باستقلالها فيما يقترح المغرب منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، إذ إن المقطع مُتلاعب فيه.

يُظهر الفيديو الرئيس الجزائري في مقابلة مصوّرة، وهو يقول "لا نتخلى عن مساندة الصحراويين... أنا مع تقرير المصير للصحراء الغربية... ضيّعنا فيها مال قارون".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

وحاز المنشور مئات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة.

والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها، وهي محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.

وتقترح الرباط منح هذه المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة بوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتّفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991. 

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2024، جدد مجلس الأمن الدولي دعوة المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى "استئناف المفاوضات" للتوصّل إلى حلّ "دائم ومقبول من الطرفين".

وفي آخر تموز/يوليو الماضي، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطاب بمناسبة ذكرى جلوسه على العرش، الجزائر إلى "حوار صريح ومسؤول"، وذلك في خضمّ قطيعة دبلوماسية مستمرة بين البلدين منذ أربعة أعوام، مؤكداً كذلك حرصه على إيجاد "حل توافقي" للنزاع في الصحراء الغربية.

في هذا السياق ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر الرئيس الجزائري يتحدّث عن إنفاق بلاده مبالغ طائلة في الصحراء الغربيّة.

حقيقة الفيديو
لكن الفيديو المتداول متلاعب فيه. فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُرشد إلى مقابلة مع عبد المجيد تبّون نُشرت في التاسع عشر من تموز/يوليو.

وفي هذه المقابلة، يقول تبون "ضيّعنا عليها مال قارون"، ولكنّه كان يتحدّث عن قطاع إنتاج السيّارات في الجزائر ويعتبرها "استيراداً مقنّعاً"، وليس عن قضيّة الصحراء الغربيّة.

وفي القسم الأخير من المقابلة، تحدّث تبون عن قضيّة الصحراء الغربيّة، وجدّد موقف بلده في "دعم الصحراويين" كما في "دعم الفلسطينيين"، ولكنّه لم يأت على ذكر إنفاق الجزائر أموالاً على الصحراء الغربية.

خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس