ﯾﺒﺪو أن اﻟﺘﻮﺗﺮات ﺑﯿﻦ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ واﻟﺼﯿﻦ ﺗﺘﻮﺳﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎرع، وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻘﻂ، إذ ﻓﺮﺿﺖ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة أخيراً رﺳﻮﻣﺎً ﺟﻤﺮﻛﯿﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ %145 ﻋﻠﻰ اﻟﻮاردات اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ، ﺑﯿﻨﻤﺎ ردّت اﻟﺼﯿﻦ ﺑﻔﺮض رﺳﻮم ﺑﻨﺴﺒﺔ %125 ﻋﻠﻰ اﻟﻮاردات اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ.

ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﺗﻌﺘﺰم إدارة ﺗﺮاﻣﺐ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 70 دوﻟﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎء اﻟﺘﺠﺎرة ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﮭﻢ ﻣﻊ اﻟﺼﯿﻦ، ﻣﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ رداً ﻣﻦ ﺑﻜﯿﻦ، التي ﺣﺬّرت اﻟﺪول ﻣﻦ إﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﻀﺮ ﺑﻤﺼﺎﻟﺤﮭﺎ.

وﻗﺪ ﺗﻮﺳﻌﺖ ھﺬه اﻟﺘﻮﺗﺮات ﻟﺘﺸﻤﻞ أﯾﻀﺎً ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻓﻲ أﺳﮭﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت، إذ ﻟﻮّﺣﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﺑﺸﻄﺐ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤﺪرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻮرﺻﺎت اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ. وإذا ﻣﺎ راﻗﺒﻨﺎ ﻣﺆﺷﺮ Dragon Golden Nasdaq، اﻟﺬي ﯾﺘﺘﺒﻊ أداء اﻷﺳﮭﻢ اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻮرﺻﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، فﻧﻼﺣﻆ أﻧﮫ ﺗﺮاﺟﻊ ﺑﻨﺤﻮ %1 ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻌﺎم ﺣﺘﻰ اﻟﯿﻮم.

ﻣﻮﺟﺔ ﺑﯿﻊ ﻜﺜﯿﻔﺔ ﻟﺴﻨﺪات اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ 

ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻛﺸﻔﺖ ﺻﺤﯿﻔﺔ "ﻓﺎﯾﻨﺎﻧﺸﺎل ﺗﺎﯾﻤﺰ" اﻹﺛﻨﯿﻦ ﻋﻦ ﻗﺮار اﺗﺨﺬﺗه ﺻﻨﺎدﯾﻖ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ ﺑﻮﻗﻒ اﺳﺘﺜﻤﺎراﺗﮭﺎ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت اﻷﺳﮭﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، ﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﺗﻌﻜﺲ اﺗﺴﺎع رﻗﻌﺔ اﻟﻨﺰاع اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ.

إﺿﺎﻓﺔً إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﺷﮭﺪﻧﺎ أخيراً ﻣﻮﺟﺔ ﺑﯿﻊ ﻜﺜﯿﻔﺔ من الصين ﻟﺴﻨﺪات اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، واﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺪ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﺎﻟﻚ أﺟﻨﺒﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﺴﻨﺪات. وﻗﺪ أدى ذﻟﻚ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ ﻋﻮاﺋﺪ ﺳﻨﺪات اﻟﺨﺰاﻧﺔ، بﺣﯿﺚ ﺳﺠّﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺪات ﻷﺟﻞ 10 ﺳﻨﻮات ﻧﺴﺒﺔ %4.59 ﻓﻲ 11نيسان/أﺑﺮﯾﻞ 2025، ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﺳﺠّﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻷﺟﻞ 30 ﺳﻨﺔ ﻧﺴﺒﺔ %5.02 ﻓﻲ 9 نيسان/أﺑﺮﯾﻞ 2025، وھﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻟﮫ ﻣﻨﺬ تشرين الثاني/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2023.

ھﺬا ﯾﻌﻜﺲ ﺗﻮﺟّه اﻟﺼﯿﻦ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺨﺎرج ﻣﻦ اﻷﺻﻮل اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺳﻮق اﻷﺳﮭﻢ أو اﻟﺴﻨﺪات، وھﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ تكون له ﺗﺪاﻋﯿﺎت ﻛﺒﯿﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ واﺳﺘﻘﺮار اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ.

ﻣﺎ اﻧﻌﻜﺎﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﻮاق اﻻﻣﯿﺮﻛﯿﺔ؟ ھﻞ ﺳﯿﻨﺨﻔﺾ ﺳﻌﺮ اﻻﺳﮭﻢ اﻻﻣﯿﺮﻛﯿﺔ؟

ﺳﯿﺆدي ﺗﺨﺎرج اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، ﺑﻼ ﺷﻚ، إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت ﻛﻤﺎ ﺳﯿﻤﺎرس ﺿﻐﻄاً إﺿﺎﻓﯿﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺷﺮات اﻷﺳﮭﻢ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، ﻣﻤﺎ ﺳﯿﻨﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ وﺳﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﺼﯿﻨﻲ. وﻗﺪ ﺗﻮاﺟه ھﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد ﺑﺪاﺋﻞ ﻟﺘﻤﻮﯾﻞ أﻧﺸﻄﺘﮭﺎ. وﻧﻈﺮاً الى أھﻤﯿﺔ اﻷﺳﻮاق اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ وﺗﺄﺛﯿﺮھﺎ اﻟﻮاﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ، ﻓﻘﺪ ﻧﺸﮭﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎﺑﯿﺔ وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.

صورة تعبيرية (وكالات)

ﻛﯿﻒ ﻗﺪ ﺗﺮد اﻣﯿﺮﻛﺎ؟
ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﯾُﺘﺨﺬ ﻗﺮار ﺑﺸﻄﺐ اﻷﺳﮭﻢ اﻟﺼﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤﺪرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻮرﺻﺎت اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺿﻐﻮط ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎء اﻟﺘﺠﺎرﯾﯿﻦ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﮭﻢ ﻣﻊ اﻟﺼﯿﻦ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﯿﺰﯾﺪ أﯾﻀﺎً ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ.

ﻟﻛن ﻋﻠﻰ رﻏم ﻛل ﻣﺎ ذﻛر ﺳﺎﺑﻘﺎً، ﻻ ﺑد ﻟﻠطرﻓين من أن ﯾﺟﻠﺳﺎ ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ اﻟﺣوار ﻗرﯾﺑﺎً ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ﯾُرﺿﻲ ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ، إذ ﯾﺣﺗﺎج ﻛلاً ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻵﺧر ﻣن أﺟل ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻠدﯾن.

** محلل أسواق مالية وأستاذ جامعي