الحرس الثوري الإيراني يعزّز قبضته على صادرات طهران النفطية

اقتصاد وأعمال 18-12-2024 | 09:29

الحرس الثوري الإيراني يعزّز قبضته على صادرات طهران النفطية

على الرغم من العقوبات الغربية الصارمة المفروضة لخنق قطاع ‏الطاقة الإيراني، تجني إيران أكثر من 50 مليار دولار سنويا من ‏عوائد النفط.
الحرس الثوري الإيراني يعزّز قبضته على صادرات طهران النفطية
نفط إيران
Smaller Bigger


كشف مسؤولون غربيون ومصادر أمنية ومصادر إيرانية مطلعة أن ‏الحرس الثوري الإيراني عزّز قبضته على قطاع النفط في البلاد ويسيطر ‏على ما يصل إلى نصف الصادرات التي تولد معظم إيرادات طهران ‏وتموّل جماعات تدعمها في الشرق الأوسط.‏‎ ‎

وقال أكثر من 12 مصدرا أجرت وكالة "رويترز" مقابلات معهم إن ‏جميع جوانب قطاع النفط أصبحت تحت النفوذ المتزايد للحرس الثوري، ‏بدءا من أسطول الظل المكون من ناقلات تنقل النفط الخام الخاضع ‏للعقوبات سرا إلى الخدمات اللوجستية وشركات الواجهة التي تبيع النفط، ‏في الغالب إلى الصين.‏

وشركات الواجهة هي شركات وهمية تخفي أنشطتها غير القانونية خلف ‏واجهة مشروعة.‏

ولم ترد تقارير من قبل عن مدى سيطرة الحرس الثوري على صادرات ‏النفط.‏

وعلى الرغم من العقوبات الغربية الصارمة المفروضة لخنق قطاع ‏الطاقة الإيراني، والتي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ‏فرضها في 2018، تجني إيران أكثر من 50 مليار دولار سنويا من ‏عوائد النفط، وهي أكبر مصدر لها على الإطلاق للعملة الأجنبية ‏واتصالها الرئيسي بالاقتصاد العالمي.‏

وذكر ستة متخصصين - وهم مسؤولون غربيون وخبراء أمنيون فضلا ‏عن مصادر إيرانية وتجارية - أن الحرس الثوري يسيطر على ما يصل ‏إلى 50 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية، وهي زيادة حادة مقارنة ‏بنحو 20 بالمئة قبل ثلاث سنوات. وطلبت المصادر عدم الكشف عن ‏هوياتها بسبب حساسية الأمر.‏

واستندت ثلاثة تقديرات إلى وثائق مخابراتية عن عمليات الشحن ‏الإيرانية، في حين استمدت تقديرات أخرى أرقامها من مراقبة أنشطة ‏الشحن لناقلات وشركات على صلة بالحرس الثوري. ولم تتمكن ‏‏"رويترز" من تحديد المدى الدقيق لسيطرة الحرس الثوري على هذا ‏المجال.‏

وتعزّز هيمنة الحرس الثوري المتزايدة على مجال النفط من نفوذه في ‏جميع مجالات الاقتصاد الإيراني، كما تجعل من الصعب على العقوبات ‏الغربية أن تؤثر بشدة على البلاد - نظرا لأن الحرس الثوري مصنف ‏بالفعل منظمة إرهابية من قبل واشنطن.‏

لكن عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني_ يناير) قد تعني ‏فرض عقوبات أكثر صرامة على قطاع النفط الإيراني. وقال وزير النفط ‏الإيراني جواد أوجي إن "طهران تضع إجراءات للتعامل مع أي قيود"، ‏دون تقديم تفاصيل.‏

وفي إطار توسّعه في القطاع، توغل الحرس الثوري في مؤسسات الدولة ‏مثل شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة تجارة النفط التابعة لها، وفقا ‏لأربعة من المصادر.‏

وقال ريتشارد نيفيو نائب المبعوث الخاص السابق لإيران في وزارة ‏الخارجية الأميركية إنه عندما ضربت العقوبات صادرات النفط الإيرانية ‏قبل سنوات، كان من يديرون شركة النفط الوطنية الإيرانية والصناعة ‏الأوسع نطاقا متخصصين في النفط وليس في كيفية التهرب من ‏العقوبات.‏

وأضاف نيفيو، الذي يعمل الآن باحثا في جامعة كولومبيا "كان رجال ‏الحرس الثوري الإيراني أفضل بكثير في التهريب، ولكنهم كانوا سيئين ‏للغاية في إدارة حقول النفط، لذا بدأوا في توسيع السيطرة على صادرات ‏النفط".‏

ولم يستجب الحرس الثوري الإيراني أو شركة النفط الوطنية الإيرانية أو ‏شركة تجارة النفط أو وزارة الخارجية الإيرانية لطلبات التعليق.‏
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/10/2025 6:25:00 AM
تحاول الولايات المتحدة تذويب الجليد في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال "الديبلوماسية الاقتصادية"
تحقيقات 12/10/2025 8:10:00 AM
يعتقد من يمارسون ذلك الطقس أن النار تحرق لسان الكاذب...
شمال إفريقيا 12/10/2025 6:38:00 AM
على خلاف أغلب الدول العربية، لم يحدث أي اتصال بين تونس ودمشق، ولم يُبادر أيٌّ من البلدين بالتواصل مع الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.
شمال إفريقيا 12/10/2025 6:44:00 AM
الرغبة الجامحة لدى البابا في زيارة الجزائر قابلتها العديد من التساؤلات حيال الخلفيات التي جعلته يولي هذا الاهتمام ببلد عربي أفريقي لم يذكر غيره بهذا الزخم المعرفي من قبل.